قصه الشاب الذي تركته زوجته بسبب فقره.. فوجد في متجره سرا الجزء 1

كان في قديم الزمان ولا يحلو الكلام الا بذكر الرحمن والصلاه والسلام على سيدنا محمد خير الانام في مدينه قديمة وأسواقها العتيقه عاش التاجر البسيط اسمه عاصم، الذي ورث متجرا صغيرا عن اجداده وكان معروفا بصدقه وقناعته رغم فقره قرر الزواج بعد سنوات من الوحده فاختار فتاه جميله تدعى شيماء تمنى ان تكون شريكه حياته في البدايه عاشاه حياه هادئه ومليئه بالموده لكن سرعان ما تغيرت شيماء بدأت تطلب حياه مترفه لا يستطيع عاصم تأمينها ازدادت مطالبها بدأت تنظر لفقر زوجها بازدراء وامتلا قلبها بالطمع مما جعل زواجها من عاصم يتحول تدريجيا الى عبء ثقيل .

شيماء بدأت تطلب حياه مترفة

وبينما كانت تتنقل بين المحلات لفت انتباهها فجاة رجل يمتطي جوادا أبيض جميلا يسير بخيلاء بين الناس يرتدي افخر الملابس المطرزه بخيوط الذهب وحذاء لامعا من الجلد الفاخر، كانت هيئته تدل على ثرائه ونفوذه وكان الماره يفسحون له الطريق باحترام وبعض التجار ينحنون له تحيه عند مروره توقفت شيماء في مكانها وتابعت الرجل بنظرها باعجاب شديد لم ترى من قبل رجلا بهذه الاناقه. وهذا الوقار بدا وكانه خارج من احدى قصص الامراء والتجار العظماء، سألت إحدى النساء الوقفات بجوارها عنه فاجابتها باعجاب، هذا السيد جمال احد كبار التجار في المدينة يملك متاجر ضخمه ويعيش في قصر فخم تحيط به الحدائق والخدم يقال انه لم يتزوج بعد، رغم ان الكثير من العائلات الثريه تتمنى ان تكون احدى بناتها زوجه له.

 شعرت شيماء بغيض في قلبها وهي تقارن بين عاصم المتواضع وهذا الرجل الفاتن، نظرت الى ملابسها البسيطه وتذكرت حياتها في منزل صغير بالكاد يحتوي على اساسيات العيش، وشعرت بغصه كيف كنت ساعيش لو كنت زوجه لهذا الرجل كيف سيكون شعوري لو كنت انا سيدة قصره، تسلل هذا السؤال الى قلبها كسم قاتل وبدات فكرة جديدة تتشكل في عقلها فكرة قد تغير حياتها الى الابد كان كل سلاح شيماء جمالها الفتان فقد كانت ذات ملامح اسره بشرتها ناعمه كحرير وعيناها الواسعتان تشعان بسحر لا يقاوم .

وعندما وقع نظر السيد جمال عليها تسمر في مكانه وكان الزمن توقف للحظه، لم يكن معتادا على ان تاسره امراه بهذه الطريقه لكن في تلك اللحظه شعر بانجذاب غريب نحو جمالها ،بهدوء مهيب ترجل عن جواده وتقدم نحوها بخطوات واثقه وقف امامها وسألها بصوت عميق ومليء بالاهتمام ما اسمك ايتها الحسناء ومن تكونين؟ 

تسارعت دقات قلب شيماء كانها تسمع لحنا طالما تمنت ان تعزفه الاقدار لها لقد تحقق ما كانت تحلم به، ها هو الرجل الثري الذي تمنته يقترب منها يسال عنها يهتم بها شعرت كانها تقترب من تحقيق احلامها.  لكن رغم الفرحه التي كانت ترقص بداخلها لم تكن مستعده بعد للحديث معه اكتفت بالنظر اليه نظره خجوله ساحره ثم استدارت سريعا وغادرت المكان دون ان تنطق بكلمه .

ظل جمال واقفا في مكانه يراقبها وهي تبتعد وسط الزحام متعجبا من تصرفها لم يكن معتادا على ان تتجاهله النساء، بل كنا يسعين للفت انتباهه باي وسيله. تناست شيماء تماما الحاجيات التي خرجت من اجلها فلم يعد يهمها شيء سوى الفرصة التي رمتها الاقدار بين يديها شعرت وكانها على مشارف حياة جديدة، حياة كانت تحلم بها دائما حياه الترف والقصور الى جانب السيد جمال.

طريق إلى العرافة

 خطر في بالها وجهة واحدة غيرت طريقها على الفور، وسارت بسرعه نحو احد الازقة الضيقة في اطراف السوق، حيث تعيش إمرأة عجوز اشتهرت بين الناس بالسحر والشعوذة.

 كانت هذه العجوز تدعى أم كوثر وكانت تعرف بقدرتها على صناعة التعاويذ ، وصلت شيماء الى المنزل المتهالك الذي تسكنه العجوز وطرقت الباب بيد مترددة لم تمضي سوى لحظات حتى فتح الباب ببطءـ وظهرت امراه عجوز ذات وجه متغض وعينين حادتين تلمعان بدهاءـ رمقتها العجوز بنظره فاحصهةقبل أن تهمس بصوت أجش. ما الذي جاء بك الى هنا ترددت شيماء قليلا لكنها تشجعت وقالت بصوت واهن لكنه يحمل اصرارا اريد سحرك.

 ضحكت العجوز ضحكه خافته ثم فتحت الباب على مصرعيه، وقالت ادخلي اذا فلدينا الكثير لنتحدث عنه لم تتردد شيماء لحظه واحده فجلست امام العرافة، وعيناها تشعان بتصميم مريب تقدمت نحو العجوز، وهمست اريد اريدك ان تفسدي حياه زوجي عاصم اريده ان يختفي من طريقي، حتى اتمكن من الزواج بالسيد جمال. ابتسمت العرافه ابتسامه خبيثه نظرت الى شيماء بتمعن، ثم قالت بصوت بطيء يحمل نذير شؤم ما تطلبينه ليس بالامر البسيط. لكل سحر ثمن ولكل عمل ظلال سوداء تمتد لتطال صاحبه هل انت مستعده لتحمل العواقب؟.

 لكن شيماء لم تكن تفكر في العواقب بل كانت ترى امامها صورة القصور والخدم والمجوهرات تملا يديها والثياب الحريرية تحيط بها، اومأت براسها بثقه وقالت دون تردد سافعل اي شيء المهم ان احقق ما اريد ،او مأت العرافة برضا ثم مدت يدها وقالت اذا المقابل. لم تفكر شيماء مرتين خلعت كل ما تملكه من حولي اساورها الذهبيه قلادتها المرصعة بالاحجار واقراطها التي كانت تفخر بها ووضعتها بين يدي العرافه نظرت العجوز الى الحولي ولمعت عيناها بالجشع ثم ضحكت بصوت منخفض وقالت حسنا جهزي نفسك فحياة عاصم لن تبقى كما هي بعد هذه الليله.

كوثر بنت الغرافة 

في ذلك الوقت كانت هناك عينان تراقبان ما يحدث في الظل .عينا كوثر ابنة العرافة كانت فتاة مختلفة تماما عن والدتها، نشات وهي ترى والدتها تمارس السحر والشعوذه ، لكنها لم تكن راضية أبدا عن ذلك كانت مؤمنه بالله تخشى عقابه وتعلم ان ما تفعله والدتها طريق للضياع والهلاك، وعندما سمعت ما طلبته شيماء من والدتها شعرت بغصه في قلبها كيف يمكن لامراه ان تخون زوجها بهذه الطريقة، كيف يمكن ان تكون القسوة والطمع قد سيطرا عليها الى هذا الحد.

 لم تستطع الصمت اكثر فخرجت من الظل واقتربت من شيماء بنظره يملاها الاسف، وقالت بصوت نقي يحمل صدق الايمان اتقي الله في زوجك يا امراة اعلمي أن السحر لن يجلب لك السعاده بل سيجلب عليك اللعنه والهلاك ما تفعلينه ظلم وسوف تندمين حين لا ينفع الندم لكن قبل ان تكمل احاديثها، صرخت عرافه بغضب ووجهت لابنتها نظره ناريه وهي تقول كفى يا حمقاء لا تتدخلي فيما لا يعنيك.

 خشيت العرافه ان تفسد ابنتها الصفقه التي كادت ان تتم فنهرتها بشده واشارت بيدها إلى داخل المنزل، قائله اذهبي الى غرفتك حالا واياك ان تتدخلي في عملي مجددا، رجعت كوثر مجبره لكنها لم تغادر دون ان تلقي نظره اخيره على شيماء نظرة تحذير ونصح، لكن الاخيرة لم تعرها اي اهتمام كانت اذناها قد اغلقتا عن سماع اي كلمات لا تخدم احلامها، ولم تكن ترى سوى الحياه التي تحلم بها بجانب السيد جمال.

 عادت شيماء تنظر الى العرافه وقالت بلهجة قاسية اكملي ما بداتي ايتها العجوز لا يهمني شيء غير تحقيق ما اريد ابتسمت العرافه بخبث، وبدات في التمتمه بكلمات غامضه تهمس بطلاسم شيطانية بينما يحيط بها ضوء خافت من الشموع المتراقصة، كانت الاجواء داخل الغرفة ملبدة بطاقه شريرة ومع كل كلمة كانت تخرج من فمها كان الهواء يزداد ثقلا وبعد اللحظات مدت العرافة يدها الى وعاء حجري صغير، واخرجت منه تعويذه شريره كتبتها على قطعه قماش قديمه غمستها في خليط اسود لزج قبل ان تلفها بعنايه ثم سلمتها الى شيماء خذي هذه واذهبي الى متجر زوجك الليلة اخفيها في احد اركان المتجر تحت احد الارفف او في صندوق بين البضائع، عندما تشرق الشمس سيبدا كل شيء بالتغير ولن تعودي بحاجه الى هذا الزوج البائس بعد الان. 

بدأت الخطة الشريرة 

اخذت شيماء التعويذة بيد مرتجفة لكن ليس من الخوف بل من الاثارة، لم تكن تعلم ان ما ستفعله الليلة سيكون بداية لاحداث لم تكن تتوقعها ابدا.

مرت الايام ثقيله على عاصم وهو يرى متجره الذي ورثه عن اجداده ينهار امام عينيه دون سبب واضح، الزبائن الذين كانوا يثقون به ويحبونه اصبحوا يعبرون امام متجره دون أن يلقوا عليه التحيه، وكأن  لعنة غامضه قد اصابت تجارته حاول ان يفهم هم ما الذي يحدث، لكنه لم يجد تفسيرا وكلما حاول تعويض خسارته ازداد وضعه سوءا.

 كان يعود الى منزله مرهقا ومحبطا على امل ان يجد السلوى في حديث زوجته شيماء، لكنها بدلا من ذلك كانت تستقبله بتذمر وملامح ممتعضه تلقي عليه اللوم، وكانه السبب في هذا الفقر المفاجئ لم يكن يدري أن هذه المرأة التي نامت بجواره ليال طويله كانت الخنجر الذي غرس في ظهره ازدادت المشاكل بينهما.

 وبدات شيماء تتصرف ببرود اكثر ثم تحول البرود الى خداع ومكر، كانت تختلق المشكلات معه تستهزئ به وتخبره انه رجل فاشل، لا يستطيع حتى الحفاظ على متجر صغير، ومع مرور الايام بدات تصرح له بما كانت تضمره في قلبها ،وطلبت منه الطلاق انا لا استطيع العيش معك اكثر مللت هذه الحياه البائسه.

 شيماء تنفصل عن زوجها الفقير

 لم يكن عاصم يريد ان يفرط في زوجته فقد احبها بصدق وحاول التمسك بها، لكنه راى في عينيها نظره غريبة نظرة امرأة لم تعد ترى فيه سوى عقبة يجب ازالتها مع كثرة الحاحها، واستمرارها في افتعال المشاكل.

 استسلم في النهايه وطلقها كان قلبه يتحطم وهو يراها ترحل دون ان تلتفت، وكانها لم تشاركه الحياه يوما لكنه لم يكن يعلم ان هذه المراه لم تخرج من حياته فحسب، بل كانت قد حكم حكمت عليه بالبؤس والضياع.

 بعد الطلاق لم تضع شيماء وقتا وبدات في تنفيذ الجزء الثاني من خطتها كل يوم كانت تذهب الى السوق ترتدي اجمل ثيابها وتتعمد المرور في الطرق التي يسلكها السيد جمال حتى تقع عينه عليها مره اخرى. وبالفعل في احد الايام حدث حدث ما كانت تتمناه مر السيد جمال على جواده الابيض وراها كانت اجمل من ان تنسى وما ان وقعت عيناه عليها حتى عاد الولع الذي شعر به في المره الاولى، لم يستطع ان يقاوم سحرها فاقترب منها هذه المرة، ولم تتهرب منه كما فعلت في السابق بل ابتسمت له في دلال وسمحت له بالحديث معها.

تزوجت شيماء من الرجل الغني 

 لم يمضي وقت طويل حتى بدا السيد جمال يقع في شباكها ومع مرور الايام عرض عليها الزواج تحققت احلام شماء اخيرا، تزوجت الرجل الذي رأته فارس احلامها وسكنت في قصره تحيط بها الخدم والجواهر واصبحت واحده من سيدات المدينه التي يحسدن على الحياة المترفه التي تعيشها كانت سعيدة منتشية بانتصارها غير مكترثه بالرجل الذي تركته غارقا في ديونه وفقره، لكنها لم تكن تعلم ان الحياة لا تعطي دون ان تأخذ وان اللعنة التي زرعتها بيدها لم تكتمل بعد.

 وفي احد الايام بينما كان عاصم جالسا امام نافذته يحدق في الفراغ بعينين مثقلتين بالهموم كانت تجارته قد انهارت وزوجته قد تركته بلا شفقه والدائنون يلاحقونه والناس ابتعدوا عنه وبينما هو غارق في افكاره السوداء، دخل عليه احد اصدقائه القدامى رجل كان يعرف اخلاص عاصم وصدقه، لكنه لم يره بهذه الحال من قبل جلس بجواره وربت على كتفه قائلا، يا عاصم لا تترك اليأس يلتهمك ان كنت قد جربت كل السبل في تجارتك ولم تفلح، فلما لا تلجا الى الله رفع عاصم رأسه ونظر الى صديقه بتعب فسارع الرجل باكمال حديثه اذهب الى شيخ المدينه فهو رجل تقي قد يجد لك حلا لما اصابك.

 لم يكن لدى عاصم ما يخسره فنهض من فوره حين وصل الى منزل شيخ المدينة، وجده جالسا على سجادته يتلو ايات الله بصوت هادئ يملا القلب سكينا وعندما لمح الشيخ ضيفه رفع بصره اليه ورحب به قائلا ما خطبك يا بني، أرى الحزن في عينيك كانه ظلال الليل. جلس عاصم امامه وقص عليه كل ما مر به من ازدهار متجره سابقا الى الكساد المفاجئ من تودد زوجته له الى انقلابها عليه، استمع الشيخ بحكمه وصمت، ثم ابتسم ابتسامه واثقه وقال يا بني إن الله اذا احب عبدا ابتلاه لكن من يلجا الى الله فانه لا يضيعه ابدا، نظر اليه عاصم بحير فتابع الشيخ بصوت حنون اجعل القران رفيقك اقرأه في بيتك ومتجرك واكثر من الدعاء فان الله قريب ممن يدعوه كانت كلماته كماء بارد على قلب محترق.

 شعر عاصم براحه غريبه تسري في روحه وكان ابوابا كانت مغلقه قد انفتحت امامه بالنور نهض من مكانه شكر الشيخ وانطلق عائدا الى منزله بعزيمه لم يشعر بها من قبل.

كيف تتغير حياة عاصم؟ وماهي العقوبة لزوجة التي تركت زوجها في هذه الظروف؟ كل هذا سنعرفه في المقال القادم والجزء الثاني من القصة إن شاء الله لا تنسوا المشاركة القصة مع أصدقائكم دمتم في رعاية الله .

شاهد القصة عبر قناتنا حكايات عدنان :

تعليقات